( الزهد في الملبس )
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى
عَنْ أَبِيهِ رضى الله عنهم أنه قَالَ :
( يَا بُنَيَّ لَوْ رَأَيْتَنَا وَ نَحْنُ مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
وَ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ لَحَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ )
**********************
و صلِّ الله علي سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
***************
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ كَانَ ثِيَابَهُمْ الصُّوفُ
فَإِذَا أَصَابَهُمْ الْمَطَرُ يَجِيءُ مِنْ ثِيَابِهِمْ رِيحُ الضَّأْنِ
و قد جاء فى : ( تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي )
قَوْلُهُ : ( يَا بُنَيَّ )
بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَ فَتْحِ النُّونِ وَ شَدَّةِ الْيَاءِ
قَوْلُهُ : ( وَ نَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَسَلَّمَ وَ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ )
الْجُمْلَتَانِ وَقَعَتَا حَالَيْنِ مُتَرَادِفَيْنِ أَوْ مُتَدَاخِلَيْنِ ,
أَيْ لَوْ رَأَيْتنَا حَالَ كَوْنِنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ ,
وَ حَال كَوْنِنَا قَدْ أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ ( أى أمطرت وابلاً ) .
وَ الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ لُبْسِ الصُّوفِ
قَالَ اِبْنُ بَطَّالٍ : كَرِهَ مَالِكٌ لُبْسَ الصُّوفِ , لِمَنْ يَجِدُ غَيْرَهُ لِمَا فِيهِ مِنْ الشُّهْرَةِ بِالزُّهْدِ ;
لِأَنَّ إِخْفَاءَ الْعَمَلِ أَوْلَى , قَالَ وَ لَمْ يَنْحَصِرْ لِلتَّوَاضُعِ فِي لُبْسِهِ بَلْ فِي الْقُطْنِ
وَ غَيْرِهِ مِمَّا هُوَ بِدُونِ ثَمَنِهِ
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَ ابْنُ مَاجَهْ , قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ
وَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ أَيْضًا نَحْوَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ :
" إِنَّمَا لِبَاسُنَا الصُّوفُ وَ طَعَامُنَا الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَ الْمَاءُ " .
اِنْتَهَى .
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "
