من طرافة الأدباء

من طرافة الأدباء : إمام العبد

كان عبدا أسود ، ولكن قلبه أبيض

أضحك الناس على عيوبهم ، وضحك منهم وعليهم

عاش حياته كما يقولون بالطول والعرض ضاحكا من لونه الأسود الذي جاء به إلى الحياة سنة 1862 . ورحل

عنها سنة 1911 فتعال على خفته وظرفه وسرعة خاطره ورقيق شعره ...

روى البشرى عن إمام عبد قال :

لما ضاقت به الأحوال ذات يوم لجأ إلى صديق يرجوه أن يقرضه عشرين قرشا !

إلا أن صديقه لم يجد معه إلا عشرة قروش ! فأخذها إمام وقال : معلهش يبقى لي عندك عشرة قروش ، وأنت لك

عندي عشرة قروش نبقى كده خالصين

وسئل ذات ذات يوم ، لماذا لم تتزوج فأجاب :

أنا ليل ، وكل حسناء شمس
فاجتماعي بها من المستحيل

وأجاب عن نفس السؤال لسائل آخر :

وأمّا الملاح فيأبينني
وأما القِـباح فآبى أنا

وكان لأحد أصدقائه سيارة قديمة متهالكة تمشي خطوة وتتوقف في انتظار من يدفعها إلى الأمام ، فانقطع عن

ركوبها فترة من الزمان .. وسأله أحد أصدقائه عن السبب فقال : يا عم أنا ركبتها أسبوع نعل جزمتي داب ..

وذات يوم قابل إمام العبد حسناء في الطريق ولاحظ وجود خال في خدها !

فاقترب منها وقال : حالك دا عاجبني !

فردت عليه قائلة : يا راجل اختشي وأنت كلك خال .

وكان له صديق اسمه محمود كثيرا ما يشاكسه وذات يوم سأله : ما رأيك يا امام في بيت المتنبي ؟

عيدُ يا عيد بأية حال عدت يا عيد

وقد أراد صاحبه في خبث أن يشير إلى قول المتنبي :

لا تشتري العبد إلا والعصا معه
إنا الـعـبـيـدَ لأنجاس مـنـاكــيــدُ

وفطن العبد إلى ما أراد صديقه محمود فرد على الفور :

هي بلا شك قصيدة رائعة جميلة وبخاصة قوله فيها :

ما كنتُ أحسبني أحيا إلى زمنٍ
يسيؤني فيه كلبٌ وهـو محمود


ها .. ها .. ها .. ها

وذات يوم قابله شاب طويل القامة أبيض اللون وأخذ يسخر من سواده ، فنظر إمام العبد إلى طول قامته وقال :

الحق على اللي ما طالوش يربوك !!

وهكذا كان العبد صاحب قلب أبيض ، أضحك الجميع وأسعدهم بنكاته وقفشاته